مات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد رحمه الله ميتة رجال التاريخ المؤثرين الذي كان يوم وفاته يوما مشهودا مؤرخا
في تاريخ البشرية إذ لم يكن شخصية عابرة تؤدي دورها بشكل روتيني
وإنما كان رجلا استثنائيا ، كانت حياته حافلة بالعمل والإنجاز والعطاء ولا يوجد أحد إلا ويثني عليه.
لقد كان لقبه سلطان الخير لحبه للخير
وكان يحمل قلباً نقياً صافياً مبتسماً متفائلاً ،
يفرج الكربات بإرادة الله ويغيث الملهوف ويقيل العثرات
ويرعى الفقراء والمساكين والمعاقين والمعوزين والمرضى ،
وكان سخياً كريماً يعطي مما أعطاه الله بطيب نفس وراحة بال.
والأمير سلطان رجل سياسة وفكر وإدارة وإنسانية
يتبنى المبدعين والموهوبين والأفكار النافعة
ولا يوجد بيت في المملكة إلا وله قصة مع الأمير سلطان ,
فهذا رجل عالج والدته ,وهذه زوجة امر بنقل زوجها بطائرة إخلاء طبي للمستشفى
فكان ذلك سببا بمشيئة الله في شفائه
وهذا شاب بعثه للدراسة وفتح له أفاق المستقبل
وهذه أرملة منحها بيتاً يعينها وأولادها في هذه الحياة
وهذه آلاف من الحالات تعالج وتراجع مدينة الأمير سلطان الإنسانية التي تقف شامخة بمساحتها الضخمة شاهدة عيان على كرم ونبل وإنسانية الأمير سلطان،
كما أن بصماته شاهدة في التعليم خلال ترؤسه اللجنة العليا
لسياسة التعليم وفي الإدارة خلال ترؤسه اللجنة العليا
للإصلاح الإداري واللجنة العليا لتشكيلات الأجهزة الحكومية
وفي وزارة الدفاع والطيران حيث المدن العسكرية المجهزة بمبانيها الشامخة
ومساكنها ومستشفياتها الضخمة وميادينها التدريبية المجهزة بالتسليح المتقدم
والآليات الحديثة والتدريب المتقن، كما أن إسهاماته تجدها في مراكز القلب والكلى وإسكان المحتاجين وكراسي البحث العلمي في مختلف الجامعات العالمية والموسوعات العالمية .
لهذا فإن غادرنا الأمير سلطان بجسده
فهو باق بيننا بمنهجه ورسالته وأسلوب حياته الإنسانية
التي تدل على عمق تأثيره البالغ في شتى مناحي الحياة.
رحم الله الأمير سلطان رحمة واسعة وأسكنه
فسيح جناته و»إنا لله وإنا إليه راجعون»
وأختم بقول الله تعالى:
(( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )) سورة البقرة آية 156 -157 ..
صدق الله العظيم